*كتاكومب بين الخيال والواقع*
كتبت/ هالة فاروق
في باريس تصنع الحكايه بمزيجٍ من الخيال والواقع
ويترك للتاريخ مهمة روايتها المصحوبة بالكثير من الغموض.
فمن كان يصدّق أن عاصمة النور، مدينة الرومانسية والعشّاق تعوم فوق مدينة الموت!
-انها واحدة من أغرب الأماكن التي أنشأها الإنسان على الأرض ويمكن زيارتها
يقال انها اكبر مقبره في العالم و تعتبر واحدة من اكثر أماكن الجذب السياحي في العاصمة الفرنسية
“سراديب الموتى” أو Catacombes de Paris تسكن تحت باريس التي نعرفها ونعيش بهجتها لكنهما عالمين منفصلين كلياً عن بعضهما.
عالم سفلي مظلم رهيب يتكون من دهاليز وجدران مكسية بالعظام والجماجم
وعالم علوي مفعم بالضوء والموضة والفن والحب.
أما الانتقال بين هذين العالمين الباريسيين فيكون من خلال باب صغير يدخله سنوياً مئات الآلاف من الأشخاص بمزيد من الشغف والحماس عن قصص لا تنتهي من غموض هذه المدينة.
تحت شوارع ومباني مدينة باريس بعمق 20 متر هناك شبكة أنفاق يعود تاريخ إنشائها إلى القرن الثاني عشر كمقالع تحت الأرض للحجارة التي استخدمت لبناء المدينة، ليتم بعد ذلك غلقها ونسيانها
ثم بعد ذلك وقبل الثورة الفرنسية حوّل جزأ من هذه الأنفاق كمستودع لكم هائل من عظام الموتى التي تم نقلها من المقابر الباريسية بعد أن حدث في تلك الفترة اكتظاظ شديد شكّل تهديدا للصحة العامة والامراض.
تم نقل بقايا عظام 6 ملايين إلى داخل هذه السراديب وتم رصف العظام والجماجم البشرية فوق بعضها البعض في أنفاق تحت الأرض بعمق أمتار وسط الظلام بمصابيح قديمة تعطي ضوء ضئيل خاصة في بدايات نقل العظام وربما يكون هذا العمل واحد من أصعب الأعمال التي يمكن أن يقوم بها الإنسان
إنها «الكاتاكومب» نسبة إلى المدافن تحت الارض التي استخدمها الرومان قديماً