(( نصيحة الحكماء ….احترم تحترم ))
كتب البروفيسور الدكتور. الشريف علي مهران هشام.
يذكر أن أحد الماكرين الثعابين ..قرر يوما أن يتوب ويكف عن إيذاء للناس وترويعهم وارهابهم بظلمه ولؤمه واوهامه.. .
فذهب إلى راهب يستفتيه فيما يفعل، فقال له الراهب:
اتخذ من الأرض مكانا معزولا ، واكتفي من الطعام النذر اليسير.
ففعل الثعبان ما أُمر به الراهب وابتعد عن البشر ، لكن ما نغص عليه حاله أن بعض الصبية كانو يذهبون إليه،. ويرمونه بالحجارة ، وعندما يجدون منه عدم الرد او المقاومة كانو يزيدون في إيذائه، فذهب إلى الراهب يشكو إليه حاله ، فقال له الراهب : انفث في الهواء نفثة ولو مرة واحدة ليعلم هؤلاء الصبية أنك تستطيع رد العدوان إذا أردت وبسهولة دون عناء منك ….
فعمل بالنصيحة …فابتعد عنه الصبية، والصغار و عاش بعدها مستريحا….
كثير من الناس وخاصة أهل الشر والباطل واكله الحرام يغرنهم الحلم وتفتنهم عضلات ابدانهم الهشة الواهية وهي كبيت العنكبوت ، ويغريهم الرفق والطيبة وحسن المعاملة .. فيسلكون طريق العدوان والإيذاء، وكلما زاد المرء في حلمه وحسن أخلاقه وتواضعه كلما زاد المعتدي في عدوانه.
هنا يأتي دور الثعبان وأهمية نفثته وعزة نفسه التي تخبر ، أن اليد التي لا تبطش قد ألجمها الحلم ومخالفة الله والأدب والأخلاق …… ليس الضعف أو عدم المقدرة ، فالسان العف استمد عفته من حسن الخلق لا من ضعف المنطق وقلة الحيلة، وأن سوء أدب أو مهانة المسيء المتغطرس الغلبان. وعم مجاراته في سوء افغاله .لا تعني مطلقا خشيته أو الخوف من عقابه وتاديبه .
قد يكونةلنفثة الثعبان في زماننا هذا قيمة ، وإظهار العصا بين الحين والآخر كفيل بإعلام الجهلاء واخدهل الجريمة والاغبياء .. أن أصحاب الاخلاق والضمائر الحية أقوياء، قادرين على الحفاظ على حقوقهم وخصوصياتهم ..
نعم…. قد نعفو عمن أخطأ في حقنا مرة أو أكثر ، وقد نتغاضى عن الإساءة فترة ، لكن أن يكون هذا مطية لتضييع حقوقنا وكرامتنا ومهابتنا . فهذا مستحيل…..
فهذا ما لا ترضاه الفطرة السليمة أو العقل أو المنطق .. أو العرف والدين .. احترم .. لتحترم … كن حكيما واعلم أنه : لا يخدعنك مدح القوم في الارض او البحر…فغدرهم في السر…. غير هتافهم في العلن….
والخلاصة : أن الزبد سيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض .. والله المستعان