“حسين المبري”ابن الفيوم بطل سلاح المدفعية في أكتوبر 73
الفيوم _ محمد السمالوسي
الحاج حسين عبدالباري عبد العزيز جوده، المعروف بشهرته “حسين مبري”، هو أحد أبناء عزبة عبد المجيد مفتاح، التابعة لقرية سنهور البحرية، مركز سنورس بمحافظة الفيوم. وُلِد في عام 1950، ونشأ في بيئة ريفية تتسم بالبساطة، حيث تعلم من أهله وقريته قيمة الكفاح والعمل الجاد.
التحق الحاج حسين مبري بالخدمة العسكرية في عام 1970، ليجد نفسه بعد ثلاث سنوات على أعتاب واحدة من أهم المعارك في تاريخ الأمة العربية والإسلامية، وهي حرب أكتوبر المجيدة عام 1973. لقد كان سلاح المدفعية الذي انضم إليه الحاج حسين أحد الأعمدة الأساسية في تحقيق النصر الكبير، حيث لعب دوراً محورياً في تدمير خطوط العدو وإضعاف قوته القتالية، مما ساهم بشكل كبير في تمهيد الطريق للقوات البرية لاستعادة الأرض المحتلة.
بعد انتهاء الحرب وعودته من ميدان المعركة، لم ينتظر الحاج حسين مبري أن تُقابله الحياة بورود، بل عاد إلى مهنته الأصلية، مهنة الزراعة، التي كانت ولا تزال مصدر رزقه الأساسي. رغم التضحيات الجسيمة التي قدمها، لم يكن من بين المحاربين القدامى الذين استفادوا من حقوقهم المشروعة، الأمر الذي يعكس معاناة الكثيرين ممن شاركوا في هذه الحرب الملحمية دون أن يُسلط عليهم الضوء أو تُعطى لهم حقوقهم كاملة.
إن الحاج حسين مبري مثالٌ حي للتضحية والصبر، حيث لم يشكُ يوماً ولم يطالب بحقه علناً. ولكن من واجبنا، ومن واجب الجهات المسؤولة، أن ننظر بعين الاعتبار إلى هؤلاء الأبطال الذين ما زالت معاناتهم مستمرة.
إنهم من قدموا دماءهم وأرواحهم فداءً للوطن، ويستحقون منا التقدير والرعاية الكاملة.
لذا، نناشد الجهات المختصة، سواء كانت مؤسسات حكومية أو جمعيات معنية بالمحاربين القدامى، بضرورة النظر في حالة الحاج حسين مبري وغيره من المحاربين الذين لم يحصلوا على حقوقهم بعد. إنهم يستحقون التقدير الذي طالما انتظروه، ويجب أن تظل تضحياتهم خالدة في ذاكرة الوطن.