حديف أبو رحيم ” ابن قرية رحيل بالفيوم ” .. شهيد 1967 الذي حارب العدو في أكتوبر 1973
.صورة البطل ” حديف أبو رحيم “.
كتب – رؤوف رضوان
قصة البطل حديف محمود طاهر محمود خليفة ابو رحيم وشهرتة ” عديس ” ابن قرية رحيل سنهور البحرية – مركز سنورس – الفيوم . قصة تكررت مع أبطال أكتوبر مع إختلاف التفاصيل , و لأن التفاصيل هنا مختلفة قررنا السفر إلى قريته ومقابلة أقاربه للحديث عن البطل ” عديس” الذي توفاه الله قبل عامين .
رحيل .. اسم قريته التي أخذ من إسمها عبرة , رحل عنها ولكن أبى ان يبقى خارجها إنه البطل /حديف محمود طاهر محمود خليفة ابو رحيم وشهرتة ” عديس” , قابلنا أحد أقاربه و هو الأستاذ / عويس عوض منصور رحيم ” مدير مدرسة ” حيث قال لنا : عمي ” حديف ” تم تجنيده قبل حرب اليمن , و هو كان محبا جدا لقريته .. ثم جائت لهم الأوامر للذهاب إلى اليمن للقتال هناك , ذهب مع زملائه , وبعد رجوعه من اليمن , تم ترحيل سريته إلى سيناء و ذلك قبيل نكسة 1967 و أثناء إجتياح العدو لسيناء ظل يقاتل عمي ” حديف ” مع كتيبته التي رفضت الإنسحاب من أرض سيناء , حتى فرغت بندقيته من الذخيرة وظل يقاتل بها ” كالنبوت ” – على حد وصفه – إلى أن وقع أسيرا في أيدي العدو .
يستكمل الأستاذ عويس حديثه : ” بعد أن وقع في الأسر هو والعديد من زملائه , ظن الأهل في قريتنا أنه أستشهد مع من أستشهد على أرض سيناء , فأقاموا له عزاء بالقرية , وبعد سبعة أشهر وجدوه قادماً إلى بلده !.. ظل ” حديف ” أسيرا عند العدو لمدة 7 أشهر في منطقة ” بير السبع ” إلى أن فك أسره بعدما شاهد بعينيه كيف كان يتسابق جنود العدو في رمي الأسرى المصريين من المسافة صفر بالرصاص الحي و هم مقيدي الأيدي و الأرجل , حمل الرجل في قلبه بركان من النار , و عاهد نفسه أمام الله بالإنتقام من هؤلاء العصابات التي لا تعرف مواثيق و لا عهد لهم ولا دين.
.الأستاذ عويس أبورحيم من عائلة البطل حديف أبو رحيم.
و يضيف قائلا : بعد إنتهاء اجازة عمي ” حديف ” ذهب إلى كتيبته التي كانت في منطقة الإسماعيلية وظل هناك إلى أن أتت لهم البشرى بعبور قناة السويس في يوم النصر العظيم , و ظل عمي الذي كان بينه وبين العدو ثأرا ليس بسبب من فقد فقط من رفاقه بل بسبب سيناء فقد كان عمي وطنياً يعشق تراب مصر مثله كغيره من باقي رجال قواتنا المسلحة وجنودنا البواسل , بقي هناك يقاتل ويسجل بطولات إنتقاما من العدو حتى النصر العظيم .
بطولات سجلها أبناء مصر البواسل في حرب الكرامة والنصر في 6 أكتوبر 1973 سوف تظل في ذاكرة العرب جميعا يفخر بها أبنائهم و أحفادهم فقد أرتوت سيناء بدماء و عرق هؤلاء الأبطال الذين سطروا أسمائهم بحروف من نور في ذاكرة التاريخ .