محمد السمالوسي يكتب: عبد العزيز السيد عيد رحيل.. ابن الفيوم بطل في حرب 1973م

في قلب معركة الكرامة في أكتوبر 1973، يبرز اسم البطل عبد العزيز السيد عيد رحيل كرمز للشجاعة والتضحية. كان له دور بارز في استعادة الأرض والكرامة، ليصبح مثالاً للفخر والعزة للأجيال الحالية والقادمة.

وُلد عبد العزيز السيد عيد رحيل في 10 مايو 1938 بعزبة السيد رحيل، قرية سنهور البحرية، مركز سنورس، محافظة الفيوم، ليكون نموذجًا يحتذى به في التضحية والإخلاص في خدمة الوطن.

منذ نعومة أظفاره، أظهر شغفًا بالعلم والمعرفة، مما قاده إلى الالتحاق بكلية الحقوق في جامعة عين شمس، وتخرج منها عام 1965. كان عبد العزيز أول خريج جامعي في تاريخ قريته، مما أكسبه مكانة خاصة بين أبناء مجتمعه.

بدأ المرحوم عبد العزيز مسيرته المهنية في مديرية القوى العاملة، حيث عمل على معالجة القضايا القانونية المرتبطة بسوق العمل وتوجيهه.

بفضل كفاءته واجتهاده، سرعان ما انتقل إلى ديوان عام محافظة الفيوم ليعمل في الإدارة العامة للشؤون القانونية، وتدرج في المناصب حتى وصل إلى منصب مدير عام الشؤون القانونية.

وقد استمر في أداء واجبه القانوني والإداري حتى أحيل إلى المعاش عام 1998، تاركًا وراءه إرثًا من العمل الجاد والإخلاص.

إلا أن حياة عبد العزيز لم تتوقف عند القانون فقط. ففي عام 1966، تم تجنيده كضابط احتياط في سلاح الإمداد والتموين بالقوات المسلحة، حيث خاض حرب 1967 رغم التحديات الكبيرة التي واجهتها مصر في ذلك الوقت.

كان مؤمنًا بأن الوطن يستحق كل جهد، واستمر في خدمته بإخلاص.

وفي حرب أكتوبر 1973، كان لعبد العزيز دور حيوي في دعم القوات المسلحة بالإمدادات، حيث تدرج في رتبته العسكرية حتى وصل إلى رتبة رائد احتياط.

لقد كان جزءًا من جيش يبذل أقصى جهوده لتحرير الأرض واستعادة الكرامة.

تلك اللحظات التاريخية كانت تجسيدًا لتفانيه وولائه الذي لم يتوقف عند حد.

وتقديرا لدوره البطولي عقب الحرب تم تكريمه وحصل على ميدالية حرب ٦ أكتوبر

وبعد سنوات من العطاء في المجالين العسكري والمدني، توفي عبد العزيز السيد عيد رحيل في 14 نوفمبر 2014، تاركًا وراءه إرثًا مشرفًا من العمل والتفاني في خدمة الوطن.

كان مثالًا للإنسان الذي لا يكتفي بالتحدث عن الوطنية، بل يترجمها إلى أفعال ملموسة، مؤكدًا أن العطاء للوطن لا يُحد بزمان أو مكان.

إن حكمة المرحوم عبد العزيز السيد عيد في حياته كانت تجسيدًا لقوله: العطاء للوطن ليس واجبًا يُفرض علينا، بل هو شرفٌ نسعى إليه.

بوابة مصر الحدث الالكترونية