أحمد العميد يقول إيران تعتمد استراتيجية “الكلاب الجائعة” في مواجهتها العسكرية ودخول “كييف” سيكلف بوتين خسارة نحو 55 ألف رجل

أحمد العميد يقول إيران تعتمد استراتيجية “الكلاب الجائعة” في مواجهتها العسكرية ودخول “كييف” سيكلف بوتين خسارة نحو 55 ألف رجل

بقلم/ بسمة يحيى

قال أحمد العميد المراسل الحربي المتخصص في الشئون الأمنية والعسكرية أن إيران تستغل سفنها التجارية لتهريب الأسلحة إلى الحوثيين فى اليمن وتقدم لهم الأموال والتخطيط العسكري، وأن الدعم الإيراني يؤثر بشكل كبير فى سير الحرب في اليمن أمام التحالف العربي بعمليته العسكرية “عاصفة الحزم”.

واستبعد “العميد” استخدام الروس للرؤوس النووية خلال الحرب الروسية الأوكرانية، مشيراً إلى أن السلاح النووي هو سلاح ردع وليس للهجوم، وأن الدعم الغربي لأوكرانيا مشروط بعدم مهاجمة الأراضى الروسية لمنع التصعيد، واصفاً الحرب الروسية الأوكرانية بـ”حرب استنزاف بمعنى الكلمة”، مشيراً إلى أن دخول الروس العاصمة “كييف” سيكلف الروس خسارة نحو 55 ألف رجل، وأن عليهم دخول أوديسا قبل الزحف على العاصمة “كييف”.

ما هو دور الجانب الإيراني في معارك اليمن؟

دور إيران فى معارك اليمن، هو دعم جماعة الحوثى الشيعية، وشعارها “الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”، هذا هو شعار جماعة الحوثي، وهى أهداف تتسق مع السياسة الخارجية الإيرانية، لذلك تدعم إيران جماعة الحوثي وتمدهم بالأسلحة والذخائر والطائرات المسيرة وتساعدهم فى التدريب والتخطيط الحربي.

والسياسة الخارجية الإيرانية ترتبط بالمرتكزات الفكرية النابعة من أيديولوجيا الثورة الإسلامية الإيرانية المرتبط بمفهوم الشرق الأوسط الجديد الخالى من هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن سياستها الخارجية واضحة من توسيع نفوذها الإقليمي فى الشرق الأوسط وبصفة خاصة في الخليج العربي، لذلك تتدخل إيران في اليمن والعراق وسوريا وفي لبنان، وفى أى فرصة يمكن لإيران استغلالها لتحقيق حلمها التوسعي.
وهذا بالطبع لم يعجب دول الخليج والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، الذين راحوا يحاربون ويصدون هذا التوسع الإيراني في المنطقة، ويدور حول ما قلته كل الأحداث.
وإيران كغيرها من الدول ذات الأطماع التوسعية التي تعتمد على الجزء المزدهر من تاريخها عندما كانت لها مناطق سيطرة ونفوذ واسعين، فتسعى جاهدة إلى فرض هيمنتها ونفوذها على المحيط الجغرافي المجاور لها، كأنها تحاول استعادة عرش كسرى أنوشروان.
وهذا الحلم يدفعها إلى التدخل فى شئون جيرانها عبر العقود الماضية بوسائل مختلفة كدعم المعارضة سياسياً ومالياً في المحيط العربي المجاور لها، أو حتى بالسلاح والذخائر والمساعدات العسكرية، كما عملت على صبغ الصراع بصبغة طائفية، لزيادة حدة العنف والاقتتال.

إيران استغلت الثورة اليمنية بشكل كبير ودعمت الحراك الانفصالى في الجنوب كما دعمت الحوثيين عبر تهريب الأسلحة إلى صعدة مركز تواجد الحوثيين، تقوم بذلك عبر تهريب الأسلحة إلى الحوثيين بشكل مباشر أو عن طريق منح الحوثيين الأموال لشراء الأسلحة من الأسواق اليمنية ذاتها، لكن أحياناً تقوم السفن الإيرانية الموجودة في خليج عدن بحجة مساهتمها في مكافحة القرصنة أو من خلال السفن التجارية الإيرانية بتهريب الأسلحة عبر قوارب صيد يمنية إلى داخل اليمن، كما تعمل على تجنيد عدد كبير من الجواسيس في مناطق مختلفة في اليمن لمساعدتها في قراءة المشهد السياسي والعسكري بشكل صحيح واتخاذ إجراءات مناسبة حيال كل الأحداث هناك.
*كيف ترى دور إيران؟
أرى تدخلها فى الشئون الداخلية للدول المجاورة ومحاولات توسعية غير مشروعة، وهو نفس ما يحدث لدى تركيا التى تحاول توسع حدودها وتعتدى الأراضى السورية وتدعم المعارضة المسلحة، فأردوغان أيضاً لديه حلم بعودة مناطق السيطرة والنفوذ العثماني، ويتحدث أردوغان عن الميثاق الملي، وحدود الدولة العثمانية وغيره من الأحلام التي لا تناسب عصرنا هذا بحدوده وجغرافيته الحالية.

أقول بوضوح إن أحلام الأمبراطوريات القديمة تقود المنطقة إلى صراعات وحروب لا نهائية، لأن هذه المنطقة بحكم تاريخها جاء عليها امبراطوريات مختلفة توسعت ثم مرت بعصر اضمحلال وتغيرت حدودها، فكل إمبراطورية تحاول فقط استعادة الجزء المزدهر فى تاريخها فتصطدم الإمبراطوريات مع بعضها فى ذات البقعة الجغرافية، إيران تحاول استعادة الحلم الفارسى، وتركيا تحاول استعادة النفوذ العثمانى، ولو كل دولة حاولت استعادة أمجادها التوسعية لأصبح العالم فى دمار ولن نجد شبر واحد ينعم بالسلام.

*ومن الناحية العسكرية هل دورها فعال؟

طبعاً دورها فعال من الناحية العسكرية ولها الفضل في صمود الحوثيين ضد هجمات التحالف العربي، أنا أعلم الخطط والتكتيكات العسكرية التى تعتمدها إيران فى حروبها، أو التى تقدمها كاستشارات لحلفاءها ووكلاءها بالمنطقة، لديهم خطط للتعامل مع أنواع مختلفة من المواجهات العسكرية، والشئ الثابت أو الجزء المتقاطع فى أغلب خططهم، هو تقسيم قواتهم، وعدم تجميعها فى مكان واحد، أنا أطلق عليها استراتيجية الكلاب الجائعة، يهاجمون عبر مجموعات متناثرة وليس بشكل منظم، هذا يُحدث إرباك للأطراف الأخرى.

*كيف علمت بطرق تهريب الأسلحة التي ذكرتها؟

وفقاً لبعض المصادر، كما أن عمليات التهريب مستمرة منذ سنوات طويلة فأصبحت معلومة لدى الكثير، وهو ما دفع مجلس الأمن إلى أن يصدر قراراً فى أبريل 2015 باتخاذ التدابير اللازمة لمنع توريد الأسلحة للحوثيين وهذ القرار جاء بعد أقل من شهر واحد فقط من إطلاق عاصفة الحزم وهى العملية العسكرية لتى اجتمعت عليها عدة دول عربية تقودهم السعودية لضرب الحوثيين فى اليمن استجابة لطلب الرئيس اليمنى وقتها عبد ربه منصور هادي إثر هجوم الحوثيين على العاصمة المؤقتة عدن.

ولكن حتى بعد قرار مجلس الأن بمكافحة تهريب الأسلحة إلى الحوثيين، استمرت إيران فى تمويل الحوثيين بالأموال لشراء الأسلحة من داخل اليمن وابتكار طرق تهريب مختلفة لدعم الحوثيين في حربهم ضد التحالف العربي التي تقوده السعودية والإمارات، حتى تمكنوا من تسلل الحدود السعودية وشنت هجمات على أرضها.

وكيف ترى تدخل إيران في سوريا، وما هو مستقبل سوريا؟
راحت تتحالف مع بشار الأسد بحرسها الثورى لمنع سقوط بشار على أيدي المعارضة المسلحة التى تدعمها تركيا، وهو ما ذكرته خلال حديثناً من صراع الأمبراطوريات القديمة، فأردوغان يساعد المعارضة المسلحة لإسقاط بشار ويحاول استعادة النفوذ العثماني وتوسيعه، وإيران هى الأخرى راحت سوريا لتوسيع نفوذها، وهو صراع الأحلام القديمة الذى يهلك المنطقة في النزاعات، ويرتكب أردوغان جرائم مروعة ضد الأكراد فى شمال سوريا لأجل حلمه بتوسيع نفوذه العثماني، وكان يدعم داعش لأجل ذات الهدف، الكل يريد تحقيق مكاسب على مصالح الجيران ومن خلال التدخل السافر في شئونهم ولا يريدون بناء السلام والديمقراطية لجيرانهم، بل يتدخلون عسكرياً ويرتكبون الجرائم بزعم محاربة الإرهاب أو بدعم الأمن القومى لدولهم، وكلها لعبة مصالح ترتكب بسببها جرائم ضد الشعوب والمواطنين، فمستقبل سوريا غير واضح.

ننتقل إلى الحرب الروسية الأوكرانية، ما مصلحة الدول الأجنبية التي انضمت لصفوف الجيش الأوكراني ومدته بالسلاح؟
لا يوجد انضمام أوربي لصفوف الجيش الأوكراني، هو بمثابة دعم من خلال توفير الأموال والأسلحة إلى أوكرانيا، والمسألة واضحة جداً وهو الصراع بين حلف الناتو وبين روسيا، ومن وجهة نظري فإن هذا الصراع كان بحاجة إلى منطقة حياد والتي كانت من المفترض أن تمُثله أوكرانيا، لكن هذا لم يحدث، وظل الناتو يرسل أسلحته إلى شرق أوربا ويفتح النقاش حول انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوربي، هذا بالتأكيد أزعج الروس كثيراً وبدأت في دعم الانفصاليين المواليين لها داخل الحدود الأوكرانية، حتى أن روسيا تقدمت بمشروعي معاهدتين تضمنتا طلبات أطلقت عليها اسم “الضمانات الأمنية” كانت تطلب فيها بوضوح عدم انضمام أوكرانيا إلى منظمة حلف شمال الأطلسي وجعلها منطقة حياد، وخفض قوات الناتو العتاد العسكري المتمركز في أوربا الشرقية، وكان ذلك قبل الغزو الروسي لأوكرانيا بنحو شهرين تقريباً، لكن الولايات المتحدة رفضت المطالب الروسية للخروج من الأزمة، ما أدى إلى الانزلاق في الحرب.

وهل يساعد دعم الاتحاد الأوربي لأوكرانيا فى حربها ضد روسيا؟

بالتأكيد له دور كبير فى صمود أوكرانيا، فلولا دعم دول الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة وكندا واستراليا لأوكرانيا ما صمدت في هذه الحرب حتى يومنا هذا، لأن الولايات المتحدة الأمريكية أفرغت الكثير من مخازنها القديمة لصالح أوكرانيا، وكذلك قدمت بريطانيا المدافع والمركبات والأسلحة والصواريخ، ما جعل الأوكران يُكبدون الروس خسائر فادحة في عتادهم العسكري وفي الأرواح البشرية أيضاً.

أقول إن هذه الحرب دمرت جزء كبير من الأسلحة السوفيتية القديمة، فمثلما أفرغت المخازن الأمريكية من الأسلحة القديمة، أفرغت أيضاً المخازن الروسية من الأسلحة السوفيتية القديمة، فهي حرب استنزاف بمعنى الكلمة.
هل الدعم الغربي لأوكرانيا كبيراً جداً وهل تتوقع استمراره؟
نعم قدم الغرب الكثير من المساعدات العسكرية وأتوقع استمراره، حتى أن ألمانيا وضعت استثناء لسياستها المعروفة بمنع تصدير الأسلحة لمناطق النزاع، ووافقت الشهر الماضي على إرسال 14 دبابة ليوبارد المتطورة، كما أنها أرسلت منذ اندلاع الحرب كميات كبيرة من الأسلحة كمدافع هاوترز وقاذفات صواريخ مضادة للدبابات، وصواريخ أرض جو، وآليات مدرعة، وأرسلت السويد قاذفات صواريخ مضادة للدروع أيضاً، وبلجيكا هى الأخرى قدمت بنادقها الرشاشة الرائعة، وأسلحة مضادة للدروع، وأرسلت هولندا أيضاً البنادق المتطورة وصواريخ أرض جو ستينغر، والتشيك أرسلت آلاف القذائف المدفعية وآلاف المسدسات والبنادق وكميات هائلة من الطلقات، وفرنسا ساهمت أيضاً بالمعدات الدفاعية والوقود، والولايات المتحدة وكندا أرسلت ذخائر وأسلحة فتاكة، واستراليا أيضاَ أرسلت مدفعية ثقيلة وذخائر وكذلك قوات لتدريب الجنود الأوكران.
فى رأيك ما الدولة الأكثر تأثيراً في دعم أوكرانيا عسكرياً وأسلحة مؤثرة في معادلة الحرب الدائرة؟
الولايات المتحدة أرسلت الكثير من الأسلحة المختلفة وكان أولها صواريخ جافلين المحمولة على الكتف والتى كانت كابوساً للدبابات الروسية وكبدت الجيش الروسي خسائر فادحة في صفوفه، أخرجت هذه الصواريخ معدات كثيرمن الخدمة ودمرت آليات مختلفة لدى الجيش الروسي.
هل أثر ذلك على تصنيع الأسلحة على مستوى العالم؟
نعم بالتأكيد هذه الحرب نشطت من مبيعات الأسلحة فعلى سبيل المثال مدفع “هاوترز” أثبت جدارته خلال المعارك، فقررت الشركة المنتجه له استئناف إنتاج المزيد منه، وأيضاً راجمة الصواريخ “هيمارس” زاد الطلب عليها من شركة لوكهيد مارتن بعد نجاحها فى الحرب الروسية الأوكرانية، وكذلك حصلت طائرات “بيرقدار” على سمعة طيبة بعد استخدامها من قبل القوات الأوكرانية في تدمير أعداد كبيرة من المركبات والأهداف الروسية، فزاد الطلب عليها، الأمر وصل أن الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ حث شركات الأسلحة على مزيد من الإنتاج لمواصلة دعم أوكرانيا.

أى سلاح أثبت نجاحه في الحرب يزيد الطلب عليها وتزداد صفقات بيعه، والأسلحة التي تفشل تسوء سمعتها وتتوقف عمليات البيع والتعاقد على شراءها، وهذا أحد أدوار الحرب من وضع الأسلحة تحت الاختبار الحقيقي، أتذكر هنا الروس عندما استخدموا المعارك السورية كحقل تجارب لأسلتحهم وقاموا بتصوير العمليات العسكرية التي تستخدم فيها أسلحتهم الحديثة للترويج للصناعات العسكرية الروسية، وعقد مزيد من الصفقات لبيعها.

كيف يتم تحديد الأسلحة التى تُرسل إلى أوكرانيا، ما المعايير بمعنى آخر؟
معايير رئيسية على أساسها يتم تحديد الأسلحة المُقدمة إلى أوكرانيا، أولهم هو العامل السياسي والموقف الدولي، فمثلاً بإمكان الولايات المتحدة منح الأوكران أسلحة فتاكة وصواريخ باليستية وطائرات متطورة قادرة على ضرب موسكو نفسها لكنها لا تفعل ذلك بالتأكيد، لمنع التصعيد، وتكتفى بإرسال أسلحة دفاعية فقط، وحتى الأسلحة القادرة على ضرب واستهداف الأراضي الروسية تشترط الولايات المتحدة الأمريكية على أوكرانيا على استخدامها لصد الهجمات الروسية فقط ولا يُسمح لها باستهداف الأراضى الروسية بأسلحة أمريكية، هذا هو المعيار الأهم، ثم يأتى بعد ذلك الوضع الميدانى ومتطلبات الوضع العسكرى إن كانت بحاجة إلى أسلحة دفاع جوى أم دبابات أم صواريخ محمولة على الكتف، كل وضع عسكري يفرض حاجته للأسلحة.
لكن فى الحرب الروسية الأوكرانية، أقول إن أوكرانيا تحتاج إلى كافة أنواع الأسلحة لأن الساحة الأوكرانية تحتاج إلى الأسلحة المشتركة وتغيير الخطط والمناورة والهجوم والانسحابات السريعة والحصار، والحرب الخاطفة والمعارك المباشرة، وتحتاج إلى معارك الصدام، الوضع فى أوكرانيا كثيراً صعب ويحتاج إلى أسلحة مشتركة وتحركات ميدانية سريعة وكثيرة.

وهل أوكرانيا تحصل على ما تريده من دعم وعتاد؟
الرئيس الأوكراني زلينيسكى طماع في طلباته من حلفاءه الغربيين، فقد طلب من الولايات المتحدة منظومات دفاع جوى متطورة تحمى البيت الأبيض وغواصات وطائرات متطورة، ولكن طبعاً ليس كل ما تحتاجه أوكرنيا يُقدم لها، بل ما تسمح به الولايات المتحدة الأمريكية فقط، وفقاً لرؤيتها وخططها.
وبالفعل أرسلت الولايات المتحدة منظومة “ناسماس” المتطورة جداً والتي تحمي بها أمريكا منشأتها الحساسة والبيت الأبيض، هذا دليل على أن الولايات المتحدة لا تبخل على أوكرانيا في منحها الأسلحة المتطورة ولكن الدفاعية فقط وليست الهجومية التي يمكن ضرب العمق الروسي وتصعيد المواجهة مع روسيا إلى مستويات صدامية خطيرة في السياسة الدولية، وهذه السياسة هى نموذج مكبر لقواعد الاشتباك فى الحرب.
هذه الاستراتيجيات العسكرية أعرضها وأقدمها خلال محاضراتي وتدريباتى للصحفيين الحربيين لفهم واقع الحروب والقواعد التي تحكم النزاع، وهذا هو المهم أن تفهم الطريقة التي تدار بها المعارك الحربية وعلاقتها بالسياسة الدولية والقانون الدولى الإنساني.
إذن من وجهة نظرك ما الذي يحتاجه بوتين لدخول كييف والسيطرة عليها، سياسياً وعسكرياً؟
أولاً من الناحية السياسية كانت العوامل متوفرة وهو ما أعلنه بوتين من تغيير النظام فى أوكرانيا وجعله محايداً ولا يمكن تغيير النظام وإسقاطه إلا بدخول العاصمة كييف، والحقيقة أن بوتين كان يظن هذه الحرب سهلة وستنتهى سريعاً لكنه اصطدم بواقع عسكري مغاير تماماً، ظهرت في الدعم الغربي وقوة وعناد الجيش الأوكراني، رأينا الدعم الغربى فى الكميات الهائلة من الأسلحة والمعدات التي ترسلها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوربي واستراليا وكندا.
ورأينا قوة الجيش الأوكراني في صموده خلال حصار أزوفستال، إذ صمد الأوكران في حصار فرضته عليهم القوات الروسية في مجمع أزوفستال للصلب بمدينة ماريوبول منتصف العام الماضى مدة 80 يوماً، إذ صمد الجنود الأوكران رغم الهجمات الروسية القاسية، وكان الروس استخدموا سياسة الأرض المحروقة فى المدينة، حتى أصبح مُجمع الصلب آزوفستال المعقل الأخير للمقاومة الأوكرانية، وكان الحصار خانقاً جداً، وكانت المروحيات الأوكرانية تحلق في مهمات شبه انتحارية على ارتفاع 20 قدم فقط محملة بالأسلحة والذخيرة والدواء وأنظمة اتصال متطورة تعمل عبر الأقمار الصناعية، كان الروس مذهولين من صمود القوات الأوكرانية.
أقول إن هذا الجزء المتعلق بعقيدة الجيش القتالية مهمة جداً ويعمل لها ألف حساب، لأنها ستكبد الروس خسائر فادحة إذا اقتحموا العاصمة كييف، أقول إنه وفقاً للمعلومات المتوفرة فإن دخول كييف سيكلف الروس خسارة نحو 55 ألف رجل إذا دارت المعارك بنفس النمط الجاري، ويجب السيطرة على مدينة أوديسا قبل أي شئ، لتحقيق نتائج عسكرية لصالح الروس ثم مهاجمة العاصمة من الجنوب، فمفتاح كييف فى مدينة أوديساً.
هل تتوقع استخدام روسيا للسلاح النووي؟
السلاح النووي هو سلاح ردع تم تصميمه لهذا الغرض وليس من أجل الهجوم، واستخدام السلاح النووي هو جنون مُستبعد.

DRM Media