الصناعات الخشبية في مصر القديمة

كتبت /هالة فاروق

تعد الصناعات الخشبية من أهم الفنون التطبيقية فى حضارة مصر القديمة حيث حملت كم هائل من الإبداع والدقة والتنوع والتطور و تثبت أنها حضارة بناها المصريون بأيديهم وجهودهم على مر آلاف السنين ونظرا لقلة الأخشاب عدم صلابة الاخشاب المحلية كالسنط والصفصاف و الجميز فى الصناعة استورد خشب الأرز من فينيقيا و بونت وبرع فى تطعيمه بالعاج والأبنوس فيما يعرف بفن الماركترية و أستخدم فى ذلك أدوات كالأزميل والمنشار وقطعة حجر أملس و يظهر ذلك بمقبرة النبيل تى فى سقارة ( الدولة القديمة ) ، ومقبرة الوزير رخ مى رع، وزير تحتمس الثالث فى طيبة.

حرفة النجارة لها جذور عميقة في مصر. تم الحفاظ على العديد من القطع الأثرية الخشبية لآلاف السنين في حالة جيدة من العديد من المقابر المصرية القديمة المختلفة ومناطق متنوعة على طول وادي النيل تكشف أن المصريين عرفوا العمل ونحت الخشب وصنعوا منه جميع أنواع الأشياء الجميلة جدا من أوائل فترة الأسرات حتى الآن.

شهد تطور كل فترة تاريخية تحسينات في تصنيع الأخشاب في وقت واحد في تقنيات النحت …..

بدأ الحرفيون المصريون بالأدوات اليدوية البدائية لتصنيع الآلات لتوفير الوقت والجهد

وتحقيق مستويات عالية من الدقة والكفاءة….

…اما صناعة الأخشاب هي واحدة من الصناعات الثقافية الرائدة في مصر. على الرغم من أن مصر لم يكن بها غابات سوى الأخشاب المحلية والناعمة مثل Ficus Sycamore أو Acacia ،

لكن فى معظم الوقت لجأ المصرى القديم إلى الاخشاب …مثل خشب الأبنوس من وخشب الأرز من كما قاموا بتطعيم الخشب بالعاج والذهب. استعملوا

أدوات لها مقابض خشبية مماثلة لتلك التي يستخدمها الحرفي…..

كان هناك العديد من الغابات المفيدة التي كانت موطنها مصر.

تم استخدام أكاسيا لسوار السفينة القصيرة والألواح الخشبية. تم استخدام جذوع النخيل في عوارض السقف. يمكن صنع الصناديق والتوابيت من الجميز. شجرة tamarisk

كان على المصريين القدماء الاعتماد على الأخشاب لصناعة التماثيل ..و التوابيت الكبيرة أو أبواب المعابد. تم إحضار أشجار السرو و الأرز الطويل …

يشتمل فن نحت الخشب على أعمال..التماثيل او الإغاثة والنقوش الأساسية لإنشاء أعمال زخارف تقليدية هندسية أو نباتية. من بين أكثر أنواع الخشب ملائمة للنحت الأبنوس والجوز ….. …

مثال على ذالك الزوجة الملكية العظمى ..

احمس نفرتاري..كانت ولدة امنحتب الاول…

احمس نفرتاري … اول امرة تتولي قيادة فرقة عسكرية.

بعض ألفاظ النجارة فى مصر القديمة :

سوت ام تف = النشر بالمنشار

سوت ام فنخ = النشر بالمنشار

منخ = الازميل .. يصنع ثقوب بالازميل

نجر ام مبيت = يصنع نجارة بالبلطه

نجر ام عنت = يصنع نجارة بالفاس

مجح = النجار

نجر = اعمال النجارة .. والتى جاءت منها كلمة نجار

كما كانوا أول من استخدم أسلوب إلصاق طبقات رقيقة من القشرة الخشبية على آثارهم الخشبية،ومن عظمة إجادتهم لذلك الفن المبكر استطاعوا استقطاع قشرات رقيقة بسمك 6 مليمترات رغم بساطة أدواتهم المستخدمة بعمليات القطع والصقل وقتئذ ، وعُثر في مقبرة توت على سرر ضخمة ثبت قوائمها بخطاطيف برونز يمكن فكها و طيها لتصبح صالحة للنقل اذ كان الملوك يصطحبونها معهم في تجوالهم، ويستعيضون عن الوسائد بمساند للرأس من الخشب أو العاج تصنع على قياس صاحبها مثلما وجدنا بمقبرة الملكة حتب حورس ، كما استخدم التراكيب الصناعية الدقيقة في تجميع أجزاء قطع الأثاث لتكون قوية متينة تحقق فكرة الخلود ..

وتثبت هذه القطع أن المصريين أول من عرف طريقة «التلسين» اى (جمع أجزاء قطع الأثاث بوساطة النقرة واللسان،أما الكراسي فكانت مخصصة لذوي الشأن وتوضع أمامها مساند خشب للأرجل تنحت عليها صور الأعداء وهو تقليد يرمز إلى أن الملك يدوس أعداءه كما صنعوا حوامل خشبية لجرار الماء والبيرة غير صناعة التوابيت الخشبية و صناديق حفظ الملابس أما عن صناعة السفن فحدث ولا حرج وخير دليها عليها ما يعرف بإسم مراكب الشمس المكتشفة فى الجيزة ..

وكانت تزيينات وزخرفة الأثاث تستوحى من دلالات دينية وتلقى عناية فائقة، وكان أثاث علية القوم غالباً ما يموه بالذهب ويطعم بالعاج والزجاج الملون والأحجار الكريمة، أو يلبس قشور الأخشاب النادرة الثمينة وكانت التزيينات تستكمل بكتابات هيروغليفية و زخارف نباتية من الزهور والزنابق وأزهار البردي وصور الآلهة. وثمة نصوص تثبت أن الأثاث المصري كان كثيرا يرسل للبلدان المجاورة في جملة ما تؤديه مصر من هدايا ..

نقوش جدارية توثق طريقة صناعة السفن والمراكب في مصر القديمة ، الأسرة الخامسة ، من مصطبة تي في سقارة بالجيزة